الجديدة.. شعبة الدراسات الإسلامية تنظم ملتقى وطنيا بمناسبة الذكرى 40 لتأسيسها، وتكرم ثلة من الأساتذة
إنجاز: إبراهيم عقبة
تصوير: نسيم البونعماني
نظمت شعبة الدراسات الإسلامية بجامعة شعيب الدكالي بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيسها وتكريما لجيل من الرواد و المؤسسين وبشراكة مع الهيئة العلمية العليا للتنسيق في الدراسات الإسلامية بالجامعات المغربية ملقى وطنيا تحت عنوان : “الدراسات الإسلامية واقع وآفاق”. وذلك يوم 14 نونبر 2023 بمدرج مركز دراسات الدكتوراه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة.
الملقى شارك فيه ثلة من الدكاترة العلماء، منهم: د. عبد المجيد بوشبكة جامعة شعيب الدكالي، د. عز الدين مناري جامعة شعيب الدكالي. عبد الهادي دحاني جامعة الحسن الثاني ( وهو من المكرمين بهذه المناسبة)، خالد الصمدي رئيس المركز المغربي للدراسات و الأبحاث التربوية، د. محمد خروبات جامعة القاضي عياض، سعيد هلاوي جامع محمد الخامس بالرباط، ، دة. حنا خياطي جامعة شعيب الدكالي، فؤاد بلمودن، جامعة شعيب الدكالي..
المتدخلون أوضحوا خلال كلماتهم، أن الدراسات الإسلامية كانت سابقا في كليتي الشريعة بفاس و أكادير، وكانت كلية اللغة بمراكش وكلية أصول الدين بتطوان، إلا أن تم إدخال شعبة الدراسات الإسلامية في باقي الجامعات سنة 1980 / 1981 بجامعة محمد الخامس بالرباط ليتم تعميها بباقي جامعات المغرب.
وأرجعوا الفضل في ذلك إلى الدكتور محمد بلبشير الحسني رئيس الهيئة العليا للتنسيق في الدراسات الإسلامية بالمغرب، حيث اقترح فكرة إنشاء شعبة الدراسات الإسلامية بالجامعات المغربية على وزير الداخلية الراحل ادريس البصري و الذي اقترحها بدوره على الحسن الثاني، و قد حبذ الفكرة و أخذت طريقها للتنفيذ..
وأوضحوا أنه لم يوجد قطاع حكومي لم يستفد من خريجي الدراسات الإسلامية و إن طالبوا بضرورة تكييف موادها مع سوق التنمية…
و جاء ضمن كلمة المتدخلين، أن الاهتزازات التي تمس منظومة القيم إذا لم يواجها الطلبة الباحثون، فمن يا ترى سيتصدى لها؟ وطالبوا بتوحيد الرؤى بين شعب الدراسات الإسلامية عبر جامعات المغرب، عن طريق التنسيق.
و كان من بين مقترحاتهم، إنشاء شبكة خبراء الدراسات الإسلامية تضم جيلا من الرعيل الأول لتصدير الخبرات للجامعات وخاصة شعبة الدراسات الإسلامية..
و هناك من ذكر أن شعبة الدراسات الإسلامية تتعرض لمؤامرة كونية ودولية للهجوم على القيم، لأنها حققت الرقم القياسي في تسجيلات الطلاب عبر عموم الجامعات بالمغرب، وهو ما يؤكد الحاجة الملحة لهذه الشعبة.
و رأى آخرون، أن شعبة الدراسات الإسلامية كانت تدرس في جميع الشعب، إلا أن تقزم هذا المعطى، و أصبح طلبة العديد من الشعب غير الدراسات الإسلامية لا يعرفون اللغة العربية أو الهوية التي ينتمون إليها.. و هو ما يبين مدى الصراع و الاستهداف لهذه الشعبة؟
فيما أكدت مداخلة أخرى، أن شعبة الدراسات الإسلامية صمام أمان للدولة المغربية من التعصب والتطرف..
و بينوا، أن العقيدة الإسلامية يجب أن تدخل في جميع المنظومات، والدولة المغربية مقبلة على تحديات كبيرة، خاصة و أننا مقبلون على إفريقيا..
و لئن كانت الدراسات الإسلامية قطعت شوطا كبيرا على مستوى التجديد و التطور المعاصر، فإن أي صيغة للإصلاح يجب أن تفرض رؤية واضحة، ولا ينبغي للجامعة أن تنفصل عن محيطها الخارجي…
وتحل الذكرى الأربعين، وشعبة الدراسات الإسلامية بالجامعات المغربية تحن تحت وطأة محاولات إصلاحية مرتبكة وغير مستحضرة للأبعاد المصيرية والأهداف الاستراتيجية التي سطرها المؤسسون و الرواد، و غير مكثرتين بالأدوار الريادية التي قامت بها شعب الدراسات الإسلامية و ما تزال في تناعم تام مع تحديات المرحلة و خصوصيات الدولة المغربية..
إن أي محاولات للإصلاح تحت أي اسم، تكون بعيدة عن أصحاب هذه الشعبة، سيكون محتم عليها الوفاة قبل الولادة، وعلى الذين يخططون من وراء جدر، أن يعرفوا أنهم يساهمون في الدمار والخراب، و عليهم أن يعرفوا، أن الثورة العلمية و كثرة وسائل التواصل الحديثة، تجعل كل ممنوع مرغوب فيه، وأنذلك سيصعب التحكم في الأجيال القادمة بعيدا عن الأنظار؟
الملتقى الذي احتضنته كلية الآداب والعلوم الإنسانية شعبة الدراسات الإسلامية بالجديدة، تضمن في برنامجه تكريما لثلة من الأساتذة العلماء الأفاضل الذين خدموا الدراسات الإسلامية بجامعة شعيب الدكالي، و على رأسهم فضيلة الدكتور عبد الهادي دحاني الذي له فضل كبير – بعد الله سبحانه وتعالى – على شعبة الدراسات الإسلامية خاصة بجامعة عيب الدكالي ويعد من الرعيل الأول..
كما تم تكريم د. أحمد بزوي، وهو أستاذ مشهود له بالكفاءة و الخبرة، وقدم الكثير للطلبة و الطلبة الباحثين..
د. إبراهيم عقيلي، و د. عبد السلام بنهروال. و د. ميلود الضعيف، هؤلاء أسهموا بشكل كبير في هذه الشعبة التي لازال عطاؤها مستمرا إلى يومنا الحالي..
التكريم كان بكلمات كثير لعدد من المتدخلين قيلت بحقهم.. كما اقترح أحد الاساتذة في مداخلة له أن تعطى لهؤلاء، صفة أستاذ فخري بمكتب داخل الكلية من أجل أن يسهموا بآرائهم النيرة في شعبة الدراسات الإسلامية و يساهموا في مناقشة الرسائل والأطروحات خاصة مع وجود شح كبير في الأساتذة..
وقدمت للمحتفى بهم بعض الهدايا الرمزية، من قبل شعبة الدراسات الإسلامية بالجديدة كعربون عن المحبة والوفاء، و أنهم حاضرون دائما و أبدا..