أتى السلام.. فلا تستعجلوه: الأنشودة الثالثة

أتى السلام.. فلا تستعجلوه: الأنشودة الثالثة

أتى السلام.. فلا تستعجلوه

الأنشودة الثالثة

حيث لا أنت أيها السلام
إنه كالزورق من ورق وطني العربي 
هذا الشرق.. تطوح به ذات اليمين
وذات الشمال في المرافئ.. وفوق
أنهر الأيام ريح بطعم الصقيع، بلون
الصقيع الآتي من أغوار الشمال

هذا الشر.. بداخله تفجر كبركان 
وكالكلب باسط ذراعيه بوصيد 
الحياة بلا أمل في السلام يذكر 
في غفلة هو.. كأن لا يهمه الأمر

حيث لا أنت أيها السلام 
أيها الصديق الفيروز الملامح

ها أنت كما ترى روح الشعوب 
إرادتها تتململ بقوة لتستمطر 
نورك الرباني الطافح بالبياض 
لكن.. حمر رغبات رعاتها الطغاة 
تعوق الطريق بألف فأس وحجر

ويصفر الربيع في العام مرات 
ومرات تخمد الثورات نيرانها 
وها نحن كما ترى.. فلا غيوم 
فجر.. سوداء أو بيضاء، ولا وميض
برق بالأفق يظهر.. ولا ندى ولا مطر

حيث لا أنت هنا والآن 
أيها السلام.. إنه بوطني العربي
المدن: مدن ملح وبلون الويل حاراتها
وكل زقاق.. والطرقات أبد من الآهات
واليأس وأبد من الأسى وآلاف الأحزان
كأنها فصل في الجحيم لرامبو أو كأنها 
الجحيم لدانتي عيانا وليس في الأحلام

وأبواق النظام تزكي النظام
والنظام أسود من أسود ليل
والنظام بالجهات يزرع الفوضى
والفوضى ريح.. ومن يزرع الريح
يحصد الغضب، فالثورات، فالآلام

وإنه غادر الأمن والأمان الديار، 
وأفئدة الناس وروابي وقمم البلاد
وإن التنور قد فار.. وغصن الزيتون
الذي كان أخضر اللون.. الأخضر ضاع
يوم أكلت أيها السلام.. ضاع الأخضر
وما إلى الغصون أو النفوس عاد؟

حيث لا أنت.. مترفوها هذي البلاد
شر.. وشر من ساد والموت والرايات
الصفر والحمر والمكللة بالسواد
ترفرف في الأعالي حتى أفزعت
اليمام.. فغادر الأعالي اليمام

أيها السلام..
فمتى تعود حتى يعود الأمان
وأخضر الزيتون.. ويعود اليمام

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *