أتـى السّلام.. فلا تستعجلوه الأنشودة الأولى
السلام عليك أيها السلام
حيث لا أنت هنا والآن..
أنا الرجل المريض كما سبق وقيل، أنا الوطن
العربي بالنفس الأمارة بالسوء مهيض الجناح
إلا ما رحم ربي منّي، وأمة غوغاء أكلها الوهن
أنا أمة لقلة الوفاء إنتهى أصلها.. وفصلها
أيها السلام.. وتذكـر: أهلها النّاكرو الجميل
أشرب حين أذكرك الندم
كيف أنت ليس هنا والآن
وأشرح للعالم معناك الدّر، يا
“سلام.. قولا من رب رحيم”
أشرح وأنا كلي منفعل وأنفث
الحرف الحميم من حر التذكر
أيها السلام.. يا مجد الأمم
يا أنت الذي من نور بهي
(لأن النور من يمنح السلام..)
إنه يوم ظلك المبارك غاب
أصبح صباح الوطن مساء
وأضحى العرب غثاء بلون السواد
وأمسى السواد كأرض إليوت الخراب
وبات ألف غراب ينعق بالإبكار والعشي
كثر الكلام عن السلام
وكم إجتماع كان
فلا الكلام أتى بالسلام
ولا ألف اجتماع
وكما يتلاشى الثقيل في قاع اليم
في السلام تتلاشى أبجدية الكلام
ويأتي ذلك الذي لا يأتي.. وأرى
وترى.. ونرى.. الحرب كالبندول
تغدو وتروح، وترقص كل البقاع
على أنغام إيقاعها الأحمر القاني
وإذا قيل: والسلام؟.. – من زمان
ننتظر السلام.. ولا يأتي السلام